شروحات عامة

هل من الممكن حقا أن نثق بواتساب حال تراجع فيسبوك عن شروط الاستخدام المثيرة للجدل؟

هل من الممكن حقا أن نثق بواتساب حال تراجع فيسبوك عن شروط الاستخدام المثيرة للجدل؟!

في العام 2019 صرح براين أكتون مؤسس تطبيق واتساب في أحد اللقاءات بأن سياسات فيسبوك غير واضحة تجاه بيانات  المستخدمين وهو ما يشير إلي اتجاه الشركة لسياسة التربح بأي شكل كان علي حساب بياناتنا الشخصية عبر مشاركتها مع المعلنين .

بالتأكيد عزيزي القارئ قد اطلعت علي رسالة واتساب الأخيرة لطمأنتك علي بياناتك الخاصة وأنها لن تقوم بمشاركة معلومات حسابك في الموعد الذي حددته مسبقا بل سرعان ما تراجعت عن تنفيذ قرارها وأرجأته إلي موعد لاحق ،كي يتسني لها إلغائه كما توقع الكثيرون .

الأمر مطمأن أليس كذلك؟ بل وقد تستمر في استخدام التطبيق وتتراجع عن فكرة استخدام البديل كسيجنال أو تيليجرام طالما هناك إشارة إلي تراجع واتساب ..ولكن هل واتساب قد تراجعت حقا؟ وهل كانت تحمي خصوصيتك بالفعل علي مدار السنوات الماضية؟

الحقيقة لا ، وما يؤكد ذلك هو حديث براين مؤسس التطبيق مع شريكه جان كوم ،فبعد اتفاق الصديقان علي بيع واتساب لفيسبوك في 2014،ظل كلاهما يعملان في إدارة التطبيق تحت مظلة فيسبوك إلي أن أعلن براين أكتون فجأة عن الاستقالة بعد ثلاث سنوات ،والمفاجئ أيضا أنه طلب من مستخدمي واتساب مسح التطبيق والتوقف عن استخدامه !

ولكن ما الذي دفع مؤسس واتساب إلي تلك التصريحات ؟ 

منذ سبعة أعوام قامت فيسبوك بشراء التطبيق بصفقة ضخمة قدرت ب 19 مليار دولار،إذا ما الذي يدفع شركة بحجم فيسبوك إلي شراء تطبيق مجاني لا يحقق أي نسبة من الأرباح بهذا الرقم المبالغ فيه ،الإجابة واضحة  أنت السلعة .

فيسبوك كانت تهدف من البداية إلي استخدام بيانات مليار ونصف مستخدم وبيعها للمعلنين ،ونظرا لكون أهداف مؤسسي التطبيق لا تتفق مع أهداف فيسبوك ،فقد اقترح براين وشريكه جان علي إدارة فيسبوك بفكرة أخري لتحقيق معدلات ربح جيدة من التطبيق ،وهي فرض رسوم بسيطة علي استخدامه تقدر بدولار واحد سنويا ،أي أن فيسبوك ستربح ملياري دولار سنويا ،إلا أنه وفقا لتصريح براين أكتون “فيسبوك لا تريد مليارا أو اثنين ،هي تريد مليارات من الأرباح “.

دعونا نعود إلي الجزء الأهم من مقالنا اليوم وهو الخصوصية ،ما  حجم ونوعية تلك البيانات التي كانت فيسبوك تهدف إلي جمعها عنك لبيعها للمعلنين قبل تأجيل قرارها الأخير؟

★بيانات عامة : مثل شبكة هاتفك ومزود خدمة الانترنت،عنوان الIP، إلي جانب ذلك تحديد موقعك الجغرافي حتي وإن قمت بإغلاق تلك الخاصية في هاتفك فسيلجأ التطبيق إلي تحديده عبر خوادم الانترنت وهو ما يمكنه من التعرف علي  الرمز البريدي لمنطقة السكن الخاصة بك.

★بيانات خاصة : من بينها رقم هاتفك والأرقام المسجلة علي الهاتف  ،صورتك الشخصية المستخدمة كغلاف علي واتساب،الحالات التي قمت بنشرها عبر التطبيق،فيما يتعلق برسائلك الشخصية فلن يتم مشاركتها نظرا لكونها محمية بنظام التشفير الآمن.

إن كنت لا تزال مؤيدا لفكرة استخدام التطبيق فالأمر يعود إليك ،لكن لاتنسي أن هناك أخرين حول العالم  يرفضون فكرة مشاركة بياناتهم الشخصية مع المعلنين وهو ما دفع أكثر من عشرين مليونا إلي إزالة التطبيق واستبداله بالتطبيقات الأخري المشابهة مثل التطبيق الأمريكي سيجنال والتطبيق الروسي تيليجرام بالإضافة إلي تطبيق المراسلات التركي BIP الذي ذاع صيته هو الأخر .

إيلون ماسك لم يكن أول المبادرين بمغادرة التطبيق والبحث عن بديل بعد تغريدته الشهيرة لاستخدام سيجنال، بل كان هناك الكثير من المبادرات والدعوات المحذرة من انتهاك فيسبوك لخصوصية المستخدمين ،تلك الشكوك أكدتها العديد من الأحداث الشائعة من بينها ما حدث  منذ عامين لرجل الأعمال “جيف  بيزوس” مؤسس أمازون والذي تعرض هاتفه لعملية اختراق عبر الضغط علي رابط فيديو تم إرساله إليه بواسطة واتساب ،وهو ما أدي إلي نجاح المخترقين في الحصول علي ملفات حساسة ونشرها علي الملأ مما دفع زوجته إلي طلب الطلاق والحصول علي نصف ثروته!

من بين الشكوك الأخري أيضا هي تصريحات مؤسس تطبيق تيليجرام سابقا عن واتساب :الخدمة مقرها أمريكا” كما أضاف بأن فريق تيليجرام قد عمل من قبل في أمريكا لمدة أسبوعا واحدا وخلال هذا الأسبوع تعرض 3 مرات لمحاولات تسلل للخدمة من قبل FBI، فماذا عن تطبيق مثل واتساب مقره الولايات المتحدة منذ بداية تأسيسه؟”.

#هل #من #الممكن #حقا #أن #نثق #بواتساب #حال #تراجع #فيسبوك #عن #شروط #الاستخدام #المثيرة #للجدل

الوسوم
إغلاق